رحلتي من الجزائر إلى رومانيا

محمد عبد الهادي بور

مهندس برامج ويب للأمن المعلوماتي بشركة 2Checkout برومانيا

 مدون مختص بالبرمجة وأمن الويب على منصة Medium

حاصل على شهادة مهندس من جامعة University POLITEHNICA of Bucharest

طالب سابق بالمدرسة العليا للأساتذة تخصص إعلام ألي

عبد الهادي، انسان بسيط، طموح كأي شخص في هذا العالم، من مدينة ثنية الحد، مدينة صغيرة سياحية فيها ثروة غابية وأنصح أي شخص بزيارتها. درست تخصص هندسة كهربائية وتحصلت على شهادة البكالوريا بتقدير جيد. كان لدي حلم منذ ان كنت في المتوسطة وهو أن أصبح طيّار عسكري عندما أكبر، لكن شاء القدر أن أتصادف مع الفساد الموجود في البلاد ورغم توفر جميع الشروط في ملفي لكن لم يتم قبولي. فذهبت إلى الجامعة كأي شخص حاصل على شهادة البكالوريا وكانت وجهتي الجزائر العاصمة أين قمت بالتسجيل في المدرسة العليا للأساتذة لأصبح أستاذ ثانوي في الإعلام الآلي، كنت أعتقد أني سأدرس كل ما هو متعلق بتطوير البرمجيات والشبكات لكن بعد أسابيع فهمت فكرة المدرسة و هي توفير مناصب العمل و تأطير مجموعة اساتذة ليكونوا بمثابة مدرسين لا مطورين (أتكلم فقط عن تخصص الإعلام الآلي)، كنت مقيم بالإقامة الجامعية و أذهب الى عمي عمر (كالعادة باش يمدلي حقي نتاع الجاج هههه)

بعد مرور عام أعدت السنة لإني لم أدرس ولم أحب أبدا البرنامج المعمول به هناك. لكن ألوم نفسي فقط، لكن في العام الذي رسبت فيه كنت كل يوم أذهب إلى غرفتي، أقوم بمشاهدة دروس متنوعة في البرمجة وحماية المواقع، أعدت السنة ولكني استفدت في العديد من الاشياء بفضل الله سبحانه وتعالى، في العام الثاني كنت محبط لاني لم أنجح وأردت أن أعمل تغيير طفيف في حياتي، فبعدما تعلمت بعض الأساسيات في تطوير المواقع، استطعت أن أجد عمل في الجزائر العاصمة كمطور مواقع، استفدت كثيرا وكانت مرحلة مميزة في حياتي.

وماذا بعد ذلك؟

بعد ذلك قررت جمع المال والذهاب لدراسة علوم الحواسيب في دولة أوروبية، ولكن جمع المال صعب بعض الشيء إذا لم يكن هناك خطة مدروسة، وبما أني كنت مغرم بمجال حماية المواقع، اشتركت في برنامج اسمه bug bounty program تقوم فيه الشركات العملاقة بتوفير مبالغ مالية لأي شخص يمكن أن يجد ثغرة أمنية في مواقعهم وهنا بدأت مغامرتي.

بعد أن حصلت على مبلغ محترم قررت التوقف عن الدراسة في المدرسة العليا وقمت بالتسجيل في جامعة بوخارست تخصص إعلام آلي. اخترت رومانيا لأن التكاليف الدراسة والمعيشة رخيصة، وأردت أيضا أن أكتشف منطقة جديدة في هذا العالم. رومانيا يراها الجزائريون كدولة فقيرة ولكن للأسف لن تستطيع أن تحكم على مكان إذا لم تعش فيه. أنصحكم باكتشاف اي مكان في العالم بأنفسكم، التجربة تلعب دور كبير وآراء الناس ليست مبنية على أسس يقينية.

حدثني عن اختيارك لتخصص إعلام ألي وتعلمك للغة الرومانية؟

درست إعلام الي لإني أحب مجال البرمجة وخاصة حماية المواقع الإلكترونية، أقضي وقت كبير في تعلم أشياء جديدة من أجل أن أكون مطلع على كل ما هو جديد.

اللغة شيء ضروري للتأقلم في الوسط الإجتماعي، درست في الجامعة بالفرنسية ولكني تعلمت الرومانية مع أصدقائي في العمل، أنصحكم بتعلم أكبر عدد من اللغات ولكن حبذا لو تكون الانجليزية في المرتبة الاولى، لأنها لغة مهمة جدا للتواصل والبحث العلمي.

كيف قمت بالتسجيل في الجامعة الرومانية التي درست بها؟

الطريقة سهلة جدا، يحتاج الطالب أولا أن يتحصل على شهادة البكالوريا، بعد ذلك يذهب الى الموقع الرئيسي الذي يحتوي على معلومات عديدة والأوراق المطلوبة، ما على الطالب سوى استخراج الاوراق المطلوبة وترجمتها للإنجليزية وإرسالها عبر البريد إلى عنوان الجامعة، ينتظر حوالي شهر ثم يحصل على بطاقة القبول، بعد ذلك يقوم الطالب بدفع تكاليف الدراسة ويطلب تأشيرة الدخول للبلد وسيكون قادر على الالتحاق بالجامعة.

إذا أردتم معلومات أكثر، تواصلوا معي عبر لينكدان BOUR Mohamed Abdelhadi وسأحاول الإجابة عن تساؤلاتكم وتقديم المساعدة قدر الإمكان.

حدثني عن تجربة دارستك برومانيا

درست 68 مادة في 4 سنوات، العام الاول والثاني قسم جذع مشترك حيث يدرس الطالب العديد من الأشياء كالرياضيات، الإحصاء، الفيزياء والميكانيك الخ، وبما أن اختصاصي إعلام الي، بدأت بدراسة المواد التي لها علاقة بتخصصي ابتداء من السداسي الثاني في السنة الثانية. لأكون صريح معكم، أنا ضد طريقة التدريس في الجامعات وأشجع أي شخص للدراسة بمفرده، كل شيء متاح حاليا، حاول فقط تنظيم وقتك وستنبهر بالنتيجة مع مرور الوقت.

الشهادة مهمة نوعا ما، حتى إذا تم قبولك في شركة ما وكنت الشخص المناسب ستواجه بعض المشاكل مع ادارة الشركة لأنهم بحاجة للشهادة توثق كفاءتك بالمجال.

ماهي التحديات التي واجهتها برومانيا؟

اذ لم يعتن الفلاح بأرضه فمن الصعب أن نحصل على ثمارٍ وفيرة، الدراسة والعمل في نفس الوقت تحدي كبير، حتى وبعد تنظيم الوقت ستجد ثغرات عديدة التي ستسبب لك الضغط والشعور بأنك غير قادر على المواصلة، ولكن في الحقيقة، الصعوبات التي تواجهها هي شيء عادي جدا والكثير يمر بنفس المراحل ولربما اقصى وأشد من حالتك، أشكر الله على الصغيرة والكبيرة.

عملت في مركز لاستقبال المكالمات من الفرنسيين، واشتغلت حوالي 4 ساعات يوميا لمدة 6 أشهر بعد ذلك اشتغلت كمطور برمجيات في شركة فرنسية وانا ما زلت طالب في الجامعة، وهذا ما تكلمت عنه سابقا، تستطيع أن تعمل بدون شهادة إذا كانت لك خبرة بالمجال.

أنا الان أعمل في شركة كمهندس حماية للمواقع.

 رسالتك للشباب الجزائري؟ماهي

كما قال الدكتور النابلسي: إذا نزل القضاء ضاق الفضاء

لن تعرف اين هو رزقك، فابحث عنه. جرب، حاول وستجد المكان المناسب لك، رومانيا مكان جيد للدراسة لكن تحتاج لبعض المال في البداية، كأي دولة أخرى. لكن رومانيا مقارنة بأوروبا الغربية رخيصة نوعا ما. نوعية الدراسة لا بأس بها لكن الشهادة ممكن أن تنفعك في العديد من الدول الأوروبية وكندا.

في الجزائر أريد أن أعمل دورات تدريبية للطلبة المهتمين باكتشاف الثغرات في المواقع إضافة الى برمجة المواقع الالكترونية. لا أستطيع أن افعل هذا بمفردي، لاني احتاج قبول من الجامعات لكني أعمل على هذه الفكرة حاليا.

كمدونة استمعت كثيرا بمحاورة عبد الهادي واكتشاف رحلته الأكاديمية والمهنية بين الجزائر ورومانيا

أمل أن تلهم قصته كل شخص مازال يرى في إعادة السنة تجربة فاشلة، هزيمة أو وصمة عار ليقوم بإعادة نظر

دروس عن الغربة التعليم الذاتي وفائدة التجربة تعلمتها عن عبد الهادي الذي أتمنى له كل التوفيق

كما أدعوكم للتواصل معه إذا كنتم مهتمين بالتعاون معه في تجسيد مشروعه حول الدورات التدريبية للطلبة الجزائريين في مجال الأمن المعلوماتي وتطوير برامج الويب

ترقبوا لقائنا قريبا في محطة أوروبية جديدة انشاء الله.