ضبطت المنبه
على الساعة 6 صباحا لأحزم أمتعتي وأجهز نفسي لنغادر الفندق على الساعة 7
صباحا
رن المنبه
والهاتف عشرات المرات لا حياة لم تنادي إلى أن رن هاتف الغرفة ...كاتي على الخط
" The Car is waiting for you where are
you"
أخذت الجوال
إذا بالساعة تشير إلى 7 صباحا
"علاااااااااااااااااااااااااااااااااا
نوضي عاونيني نلم القش راني Retard"
بمساعدة علا حزمت أمتعتي في سرعة قياسية جهزت نفسي ونزلت إلى الاستقبال أجر
أمتعتي إلى السيارة التي ستأخذنا إلى محطة الباص ...بين المحطة التي نريد الذهاب إليها
والمحطة التي أوصلنا إليها السائق حدث وقع سوء فهم
5 دقائق تأخير جعلنا نفوت الباص
الذي حجزنا به إلى نيويورك...بدأت أشعر بالتوتر وزاد توتري أمتعتي الثقيلة وتعبي
الشديد ... بدأ الشك يتسلل إلي" واش داك للتمرميد هذا...كن رجعت مع البعثة مش
خير لك؟؟؟ "
وصلنا إلى المحطة وانتظرنا 3 ساعات حتى أتى باص الموالي. ركبت ونمت مباشرة.
عندما فتحت عيني لمحت ناطحات السحاب عن بعد فهمت أننا دخلنا مدينة نيويورك كانت
الساعة تشير إلى 4 مساء عندما وصلنا إلى المحطة.
صعدنا السلالم نجر الأمتعة حتى
خرجنا من محطة الوصول Times Square يا لفرحتي وصلت
لنيويورك
لإن كل ما كنت أعرفه عن نيويورك هو هذا الشارع وتمثال الحرية
حجزنا تاكسي عن طريق UBER وذهبنا إلى بروكلين
حيث حجزنا شقة AIRBnB
بعد ما وضعنا أمتعتنا في الشقة " ...I’m hungry what's your plan?
Maral , Nargiza "
توجهنا إلى المطعم الأقرب إلى شقتنا وقد كان مطعم صيني. أنا التي لا أملك
فضول تذوق الأكل الغير مألوف، وجدت نفسي ألتهم الأكل بشراهة. كان مزيج من الجوع
ولهفة لشحن بطارياتي للعودة إلى Times Square بعد محطتين بالباص ولا أدري كم من محطة مترو وجدت نفسي في Times Square منظره ليلا لا يشبه منظر نهار وشعرت فعلا أنني
وصلت للمدينة التي لا تنام.
كنت أمشي رفقة صديقاتي وأحاول أن أوثق بذهني ومشاعري لحظة بلحظة مروري بهذا
المكان. حالتي أنذاك تشبه حالة عاشقة تحدثت عنها أحلام مستغانمي في كتابها نسيانcom
”لكأنّها كانت تدري أنّها ذات يوم لن
تملك إلّا ما وثّقت من تفاصيل دليلًا على أنّه حقًا مرّ بحياتها “
نعم عشقت Times Square من
اللحظة الأولى. Times Square المكان المكتظ
بالناس من كل الأجناس والأعراق. المكان المكتظ بالمحلات والمطاعم. المكان المليء بالأضواء
والضوضاء.ولإني من عشاق السهر فقد كان Times Square وجهتي للسهر كل ليلة.
عندما عدنا
إلى البيت ليلتها سألت what's our plan for
tomorrow?” Maral , Nargiza, Ameni,
“
أماني: حاليا
أقوم بحجز تذاكرنا لرحلة الباخرة علينا أن نكون في الميناء على الساعة 9 صباحا.
لننم الأن ولنستيقظ باكرا.
مرادف الاستيقاظ
الباكربالنسبة إلي هو الكابوس...كالعادة بعد محطتين بالباص
ولا أدري كم من محطة مترو وصلنا وكانت الساعة تشير إلى 8:45 صباحا.
أماني" إذا اتبعنا Google Map سيرا على الأقدام سنصل متأخرات .الباخرة
ستقلع بعد ربع الساعة"
حجزنا تاكسي عن طريق UBER
محدثات سائق التاكسي "Please hurry up "
عند وصولنا قفزنا من التاكسي وأخذنا نجري بسرعة خوفا من أن يتكرر سيناريو
الباص لا أريد أن أفوت هذه الرحلة بالذات
الباخرة تغلق أبوابها. سألنا حارس
الميناء "يمكنكم الركوب في الباخرة القادمة فقط ادخلوا في الصف"
حوالي 500 متر طول الطابور شخص خلف
أخر ...يلا الدهشة ...حجزنا مكان في ذلك الصف وفي تلك الأثناء كنا نتداول على شراء
قفزات، قبعة وشال وتناول وجبة الإفطار بحيث تغادر 2 وتبقى واحدة في الصف حتى
أتممنا 3 ساعات انتظار في الصف
وأخيرا ركبنا سفينة تمثال الحرية
ونحن نقترب من الوصول إلى تمثال الحرية أدركت أن 3 ساعات انتظار لم تكن مضيعة وقت
بقدر ما علمني موقف الانتظار لذة الصبر كما تقول سوزان جيفر في كتابها Feel The Fear and Do it
Any Way
"
Remember that being impatient is simply a way of
punishing yourself. "
أتحدث عن الصبر في هذا الموقف لإننا عندما نسافر للسياحة نواجه هاجس الوقت
والخوف من تفويت أي فرصة لزيارة مكان جميل. في هذا الموقف بذات أدركت أن قضاء يوم
كامل في مكان أتذكر تفاصيله لحظة بلحظة أفضل بكثير من القفزمن مكان لمكان على أمل
تغطية كل الأماكن لأعود منهكة من رحلة لا أتذكر شيئا من تفاصيلها.
حالفنا الحظ يومها لزيارة أكثر من مكان. فكانت الوجهة الموالية Wall Street كما يطلق عليها بشارع المال.
بعد جولتنا بأرجاء بورصة نيويورك، افترقت عن صديقاتي على الساعة 7مساءا لإن
عرض برودواي بدأ وهن حجزن للحضور بينما قررت أنا العودة إلى Times Square بمفردي. كنت أستمتع بالمشي في هاته الشوارع وكنت سعيدة أكثرلإن
بدأت أعتمد على نفسي وهاتفي حتى أنتقل من مكان لمكان بمفردي ما أعتبره انجازكبيرلشخص
مثلي لا يتحمل فكرة الوحدة أوالضياع.
وصلت إلى المطعم الذين كان من المقرر أن ألتقي به داليا ونهى صديقاتي
الفلسطينيات. بحثت عنهن في وجوه الجالسين غير موجودات. بدأ فيلم الرعب يشتغل
بداخلي وقد تفعلها بطارية الهاتف "ألو داليا أين أنتن؟ "
داليا: "انتظرناك لم تأت. غادرنا المطعم"
أنا: "رجاء عدن إلى المطعم. لم يبق شحن في هاتفي لإيجادكن "
سألت النادل عن إمكانية انتظارهن داخل المطعم فقال لي تفضلي حتى يأتين.
داليا: " سنأخذك إلى مكان جميل.
هل زرتي باريس من قبل؟"
أنا:" لا"
داليا: " سنأخذك إلى Champs-Élysées نيويورك؟"
Washington Square Park
Rockefeller Center وختمنا سهرة اليوم الثاني ب
رفقة داليا، نهى، جينا، وعد، حنان من فلسطين ونسرين من المغرب، أماني
وميرال...سهرة تبادل ثقافي بامتياز
في اليوم الموالي قررنا أن ننعم بنومة صباحية لنشحن بطاريتنا ثم نخرج مجددا
لنتناول وجبة لا أدري أهي فطور صباح أو وجبة غذاء المهم هوأن نملأ الوقود لمواصلة
السيرإلى ؟؟؟
Central Park
أول ما ورد بذهني وقدماي تطأ أسوار هاته الحديقة هو Jardin d’essai
بالجزائر. مكان لطالما
ترددت عليه بحثا عن السكينة، بحثا عن السلام الداخلي، بحثا عن الجمال والحب وهربا
من ضغط الدراسة وقائمة الأعمال التي لا تنتهي
بين التقاط صور تذكارية والتجول بأرجاء الحديقة، كنت أحاول التركيز مع لون
كل زهرة، نوع كل شجرة، انسياب كل قطرة ماء صوت أوراق الشجر عند هبة نسيم هوائي.
شكل خرير المياه مصدر كل سعادتي لحظتها.
كل ما كنت أطمح إليه يومها هو أن أكون حاضرة 100%.
حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أجعل ذهني يعيش اللحظة وبالتالي منعت عنه كل الطرق
للتسلل إلى الماضي أو التخطيط للمستقبل.
كانت كذلك فرصة ثمينة لمعرفة أماني و ميرال على الصعيد الإنساني بعيدا عن برنامج
TechWomen
حيث اكتشفت أن رغم اختلاف منشأنا، ظروفنا، مسارنا المهني وحتى أوطاننا، كان هناك أشياء
تجمعنا يمكن أن ألخصها في مايلي:
لحظات الشك وانعدام الثقة
بأنفسنا
لحظات التساؤل "هل أنا
في الطريق الصحيح؟"
لحظات الحيرة "هل
القرار المصيري الذي أخذته بشأن ... كان في محله؟"
وفترات الاكتئاب التي دفعت
كل واحدة منا للبحث عن معنى لحياتها
خرجنا من الحديقة باتجاه
المترو...طبعا كنا نستغل أوقات المترو في النوم بينما تأخذ واحدة منا دور الريادة
في مراقبة المحطات ب Google Map أذكر أني توليت المهمة يومها واضطررت لإيقاظهن
وسط الرحلة لإننا كنا بالإتجاه الخطأ وكان يجب تغيير
المحطة.
المهم أننا وصلنا الى
الوجهة التالية Chinatown بمنهاتهن حيث تناولنا وجبة العشاء بمطعم إيطالي.
كنا يومها 31 أكتوبرأي أننا
صادفنا ليلة إحتفالات الهالوين بالولايات المتحدة الأمريكية. حاولت أن أفهم المغزى
من هذا الإحتفال إلا أن كل ما استوعبته هو أن هذا الإحتفال له علاقة بالديانة المسيحية
تتجلى مظاهره في مهرجان تنكري وزينة تعتمد على الأضواء واليقطين في كل مكان.
لكم
أن تتخيلوا كيف أصبح حال نيويورك ليلة الهالوين. إذا كانت لا تنام سائر الأيام
فكيف يكون حالها ليلة الهالوين؟
"هستيري" كلمة
وحيدة تلخص حال نيويورك ليلة الهالوين.
في اليوم الموالي لم نستيقظ باكرا، تناولنا فطور الصباح من احدى
شاحنات الأكل وواصلنا الطريق إلى مكان كنت أنتظر زيارته بشوق وهو جسر بروكلين.
ذكرني هذا الجسر مدينة الجسور المعلقة، مدينتي
قسنطينة. لا أدري كيف أصف عشقي للجسور، الأكيد أني أرى في الجسور وسيلة تواصل بين
الأماكن كما هو الحديث وسيلة تواصل وبناء علاقات بين الناس.
يطل جسربروكلين على
ناطحات السحاب، نهر كبير وتمثال الحرية عن بعد.في البداية كنت أعتقد أن منظر
نيويورك من جسر بروكلين هو المنظرالوحيد الذي يحبس الأنفاس إلى ...
أن شاهدت نيويورك من أعلى Empire State
Building
كنت أسمع عن هذا
المبنى لكن لاأعرف شيئا عنه، أخبرتني أماني أن فريق لينكدان LinkedInبكاليفورنيا نسق للمتربصات
زيارة لمكتب لنيكدان نيويورك والموعد كان ظهيرة ذلك اليوم. (أماني كانت احدى متربصات لينكدان ببرنامج TechWomen)
لم يكن لدي برنامج في تلك
الظهيرة فطلبت منها مباشرة" هل يمكنني القدوم معك؟"
كل ما كنت أفكر به لحظتها
"سأفعلها وأزور مكاتب لينكدان للمرة الثالثة وهذه المرة بنيويورك"
صراحة لو كانت للمرة
العاشرة لم أكن لأمل من زيارة لينكدان.
أنا التي أزور موقع لينكدان
يوميا من خلال حسابي فمبالكم بزيارة مقر لينكدان. طبعا فرصة لن تتكرركل يوم.
أماني: "وصلنا"
أنا: "هل مكاتب
لينكدان داخل Empire State Building
؟"
أماني: "نعم"
كان في انتظارنا Heather Johnson ،Staff Technical Program
Manager أخذتنا مباشرة إلى المصعد من جهة
VIP entry .مازحة رفقة أماني و نهى "أن تكون من طرف TechWomen يعني أن تصبح VIPأين حللت"
لإن ركوب مصعد هذا
المبنى يتطلب دفع ثمن التذكرة والانتظار في الطابور لمدة قد تصل ساعات.
لأكون جادة أدركت لحظتها قيمة Networking ولما جعله فريق TechWomen أول درس في البرنامج
Your
Network is Your Net Worth
فعلا منظر نيويورك من أعلى هذا المبنى يحبس الأنفاس وأنا على هذا الارتفاع وأحظى
بمعاملة VIPتذكرت مقولة Jon Kabat-Zinn من
كتاب Où tu
vas, tu es
"Peut-être avons-nous besoin de temps
en temps qu’on nous rappelle que nous sommes dignes et méritants."
بعدها أخذتنا Engineering Manager Yuliya Averbukh في جولة داخل مكاتب لينكدان
وحدثتنا بتواضع عن مسارها المهني وكيف توفق بين مسؤوليتها كمديرة في عملها وكزوجة
وأم في حياتها الأسرية.
خلصنا بحديثنا أن المرأة لن تحقق
النجاح الأسري والمهني إن لم تحظ بالدعم المعنوي من زوجها.
ذكرني الموقف بجملة وردت بذاكرتي ل Sheryl
Sandberg
"When
looking for a life partner... find someone who wants an equal partner. Someone who thinks women
should be smart, opinionated and ambitious. Someone who values fairness and
expects or, even better, wants to do his share in the home. These
men exist and, trust me, over time, nothing is sexier"
من كتاب Lean In:
Women, Work, and the Will to Lead
وبهذا انتهت رحلتي رفقة أماني، ميرال ونرجسية لأنتقل في اليوم الموالي
للعيش رفقة مورين وسالومي من كينيا، أورور من الكاميرون، نوتا ندو من زيمبابوي ويولدز
من أوزبكستان بشقة ببروكلين.
لم يكن لدي برنامج معين وبالتالي خرجت مع مورين ،أورور ويلدز للتسوق.
لست من محبي التسوق رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد مدينة استهلاكية
بامتياز. وقد تجبرك على شراء أشياء لست بحاجة إليها بفضل حمالاتها الترويجية في كل
مكان. أعترف أن استراتيجية التسوق لدي كانت كالأتي:
-هل أنا حقا بحاجة إلى هذا الشيء؟
إذا كان الجواب "لا" أتركه. إذا كان الجواب "نعم" أطرح
السؤال الاتي
-هل أستطيع اقتناءه بالجزائر؟
إذا كان الجواب "نعم" أتركه إذا كان الجواب "لا"
أشتريه
أعترف أن الإدمان الوحيد الذي كان لدي هو شراء الكتب لإنها لاتصل للجزائر
وقد اضطررت لشراء حقيبة أخرى لملأها ودفع تكاليفها في المطار. مقتنعة في قرارة
نفسي أن الإستثمارفي العقل عادة ما يحقق مكاسب خيالية.
إذا كنتم من عشاق التسوق يوجد بنيويورك Macy’s The World’s Largest Store دلتني عليه
صديقتي باليوم الأخير وبالتالي لم أتمكن من زيارته
عدنا what's your plan for tomorrow?”
“Ladies
في اليوم الموالي اخترت أن أكون رفقة سالومي التي دعتني للتسجيل في Eventbrite
لحضور مخيم لريادة الأعمال الاجتماعية موجه لطالبات الثانوية بتنظيم
جمعية Girl
up
احتضن الحدث SAP Next-Gen مكان أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه فضاء للإبداع .
عادة ما استمتع بحضور
فعاليات خاصة إذا كانت تشجع المرأة على بناء مسار مهني في مجالات STEM أي العلوم،
التكنولوجيا الهندسة والرياضيات ما أعده أبرز محاور اهتماماتي في السنوات الأخيرة.
تحدثن المحاضرات عن التحديات التي تعرضن لها في مسارهن المهني كبدل مجهود
مضاعف عن الرجل لإثبات جدارتهن وللحصول على منصب قيادي مستحق بالمجموعة، التمييز
العنصري امرأة /رجل، سوداء البشرة/بيضاء
البشرة التحرش اللفظي والجنسي...
مع ذلك فضل المحاضرات مواصلة طريقهن في مجالات STEM
بالوثوق
بأنفسهن
بالبقاء
وفيات لشخصياتهن الأصلية Autentic
بابداء
روح المبادرة في الفريق
بمواصلة
تعلم كل ما هو جديد في ميادينهن
بالتأقلم
مع الظروف المحيطة بهن
بالترويج
لخبارتهن وكفاءتهن Personal Branding
بإيجاد أشخاص يدعمونهن Support
System
كنت أنصت لحديثهن بتركيز بالغ وأدون ما أتعلم على هاتفي
وفي ذات الوقت أعلق بداخلي إن كان هذا حال المرأة الأمريكية إن اختارت أن تكون في STEM، فهناك
الكثير من العمل ينتظرالنساء العربيات إن قررن أن يقتحمن هذا العالم ويلمع نجمهن
في سمائه.
أنهيت يومي رفقة سالومي، مورين، نوتاندو، أورور وشارون
لمشاهدة فيلم كوميدي...كانت تجربة جديدة أن أشاهد فيلما وأكل فشارفي قاعة سينما.
وصلت إلى اليوم الأخير بنيويورك وبدأت أستنشق عبير
الجزائر. يومها ذهبت إلى 9/11 Memorial
أيقظ هذا المكان مشاهد من طفولتي يوم 11 سبتمبر
2001 حيث كانت أسرتي مجتمعة على التلفاز في الظهيرة حتى ورد خبر سقوط ناطحات السحاب.
لايمكن أن أنسى هذا اليوم لإنه يشكل علامة فارقة في التاريخ العالم. أعتقد أن
الحياة في العالم أخذت مسارا أخربعد 11 سبتمبر 2001.
يومي الأخير بنيويورك كان مميزا للغاية. كنت في
انتظار نسمة جزائرية رقيقة ضربت لي موعد عند 9/11
Memorial ترى من هي؟
في يوم فتحت حسابي على لينكدان فوجدت رسالة مكتوبة
من القلب من طرف فتاة جزائرية شجعتني على المضي قدما في أنشطتي ودعتني إلى زيارتها
بنيويورك. مباشرة قبلت الدعوة وحددنا موعد اللقاء.
عائشة، فتاة جزائرية متخرجة من جامعة نيويورك تخصص
علاقات دولية. قامت بالعديد من التربصات بالأمم المتحدة. تطمح من خلال عملها ولمساعدة
الشباب في المضي قدما في طموحاتهم. تحدثنا مطولا عن أنشطتنا وما نقوم به في حياتنا
اليومية وكان حديثنا كله باللهجة الجزائرية.نعم، كانت لهجتي من التفاصيل التي
اشتقت إليها وأنا هناك.
قامت عائشة بدور الدليل السياحي وأخذتني في جولة قارب
تحت جسور نيويورك كأنها اكتشفت عشقي للجسور من الوهلة الأولى. لقائي بها أعطني فكرة
عن يوميات سكان نيويورك التي لا تشبه يوميات السواح اطلاقا .
تناولنا وجبة العشاء معا وتحدثنا كما يتحدث
الأصدقاء المقربين. وافترقنا على أمل أن نلتقي مجددا باذن الله في موعد تركنا للقدر
مهمة تدبيره.
أعترف
أن الثروة التي أجنيها من التدوين وصناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي هي
الوصول إلى الناس.
كما
يقال "معرفة الناس كنوز".
أمل
أن يساعد مقالي هذا صديقتي المترددة في قرارها "هل تنصحينني بزيارة نيويورك؟"
فقد
جعلت مني مدونة سفر في الأونة الأخيرة.